منهاج عمل دربان و الآمال العريضة
بدأت أعمال إتفاقية دربان في جزءها الثاني اليوم, تحت محط أنظار المشاركين في مؤتمر بون لتغيرات المناخ التحضيري لقمة الدول الأطراف في وثيقة الأمم المتحدة الإطارية, و المعزم عقده في بولندا لاحقآ هذا العام. و تمت مشاركة عدد كبير من الأعضاء في إلقاء الكلمات الإفتتاحية لهذا المنهاج. كدولة من الدول المتضررة بتغيرات المناخ مثل جمهورية الناورو. بالإضافة إلى مشاركة أستراليا, دول السبعة و السبعين و تولت مهمة تمثيلها جمهورية جزر فيجي, دول الإتحاد الأوروبي, سويسرا و غيرها. و ألقى الوفد السعودي كلمته أيضآ بالنيابة عن مجموعة الدول العربية, مشددًين أجمع على أهمية مشاركة جميع الأطراف في إتخاذ حلول جذرية للوضع المناخي الحالي في أقرب وقت ممكن، ولكن في موعد لا يتجاوز عام 2015.
:في سياق منهاج دربان, يجب على الأعضاء المشاركين في الوثيقة الإطارية على تصديق مساري المنهاج الأولي و الثاني. و سأورد التفاصيل لكل سياق على حدة
مسار العمل الأولي: و يحتوي هذا المسار على آلية عمل عام 2015, أي يجب على الأعضاء تطبيق خطط تكييف ضد تغييرات المناخ. و تعتبر هذه خطط من أهم مراحل هذا المسار, حيث يتم فيه وضع إجراءات وقائية في البلدان المعرضة مسبقآ لآثار تغيرات المناخ مثل: السيول و الفيضانات, التصحر, إرتفاع مد البحر و غيرها, ويتم صيانتها و تقييمها بشكل مكثف لضمان إستدامة هذه المشاريع . فبوضع خطط التكييف من الأولويات في الأجندة المناقش عليها سيتم حد الخسائر و التصدي بأفضل الوسائل لهذه التغييرات المناخية الطارئة.
يندرج أيضآ في هذا المسار خطط التخفيف من إنبعاث الغازات الدفيئة ليتم بذلك حصر درجة حرارة تحت ال2 درجة مئوية. و تتم خطط التخفيف عبر تبني البلدان تدابير معينة في هيكلة نظام التنمية المحلية منها: الحد من الإعتماد على مصادر طاقة غير متجددة و تطوير مشاريع طاقة بديلة, رفع كفاءة الطاقة المستخدمة, تبني تقنيات و إستراتيجيات غير منتجة لغاز الكربون. و لكن خطط التخفيف قد لا تجد إقبالآ من قبل البلدان التي في طور التقدم و تكون عادة موضع إختلاف في المفاوضات المناخية, لما في ذلك حد النمو الإقتصادي المحلي للبلدان المعتمدة في موارد طاقة منتجة للغازات الدفيئة كمصدر دخل مهم و إستراتيجي. فلذلك نقل تقنيات صديقة للبيئة, عمل تقييم لهذه المشاريع, خلق شفافية على مدار هذا المسار, تبادل الخبرات بين هذه الدول و بين الدول المتقدمة و تقديم موارد مالية لها ستساهم بشكل رئيسي في دفع عجلة نمو إقتصادي محلي لهذه الدول بمعايير منهاج دربان.
مسار العمل الثاني : و يحتوي هذا المسار على آلية عمل 2020, أي فيما معناه تحديد أهداف واضحة و جدية في خفض إنبعاثات غاز الكربون في الغلاف الجوي. فمن بعض الحلول المدرجة في هذا المسار تبني مشاريع في الطاقة المتجددة أو كما تسمى بالنظيفة, سواءً كانت من الطاقة الشمسية, طاقة الرياح و غيرها,وأيضآ رفع كفاءة الطاقة, خفض نسبة الإعانات الحكومية في الوقود, إنشاء هيئة مختصة في تجارة غاز الكربون حيث تشجع هذه الخطوة البلدان الاعضاء في تقليل ومنع كمية الإنبعاثات الغازية الناتجة من الأنشطة الصناعية و من الملاحة الجوية. و تعتبر تجارة غاز الكربون من أهم خطط خفض إنبعاثه إذا تم تطبيقها دوليآ.
من المفترض أن تكون حقبة تنفيذ منهاج دربان نقطة تحول في مسار المفاوضات المناخية أجمع. فهل ستتفق دول العالم في العمل على هذا المخطط نحو حد فعال للإنبعاثات؟




About the author
Munira Abdelkaderمنيرة عبدالقادرناشطة بيئية من السعودية. و تآمل قريبآ إكمال دراسة الماجستير في التنمية المستدامة.تعمل الان في مجال التنمية المستدامة للقطاعات الخاصة.هدفها العمل جاهدة على نشر ثقافة التنمية المستدامة في مجتمعها و المساهمة في استدامة بيئتنا للأجيال القادمة لأن من حق كل إنسان في العيش في بيئة صحية نظيفة.